عزرا.. سوق قامشلو القديم

لا يزال يحافظ سوق عزرا، السوق القديم لمدينة قامشلو، الذي يفوح منه رائحة التوابل من بعيد، على أصالته بمبانيه المبنية من الطوب وأبوابه الخشبية.

يعد سوق عزرا من أقدم الأسواق في قامشلو والذي لا يزال يعمل حتى الآن، حيث لا يزال الناس يثقون بأدويتهم الطبيعية والطعم الطبيعي للتوابل، كما تم افتتاح متاجر للخردة مؤخراً.

 

وبالإضافة إلى التوابل والأعشاب المزروعة في المنطقة، من الممكن أيضاً العثور على منتجات يتم جلبها من دمشق وحلب، من السهل جداً على الشخص الغريب عن قامشلو أن يجد سوق عزرا من رائحة البهارات المحيطة بالمكان، وقد كانت علاقات الجوار قوية دائماً، حيث يقضي أصحاب المتاجر حوالي 13 ساعة معاً، كما يتمتع سوق عزرا بتقليد التدريب المهني من المعلم إلى المتدرب، لقد كان سوق عزرا مزدهراً دائماً، ويعرف تقريباً جميع أصحاب المتاجر الذين استمعنا إليهم قصة سوق عزرا ويخبرون الجميع عنها، واستمعنا أيضاً إلى قصة سوق عزرا من المواطن كرم منير قواس، وهو يهودي من نصيبين.

كرم منير قواس يبلغ من العمر 56 عاماً، هاجر إلى قامشلو قبل 50 عاماً، ويتواجد في السوق مع والده منذ أن كان في الثالثة من عمره، والآن يدير متجر والده.

لافتة عزرا لا تزال موجودة

أما قصة سوق عزرا كما رواها كرم منير قواس فهي كالتالي: "سوق عزرا أو شارع عزرا، المحلات التي تم بناؤها من الطوب، تعود لشخص اسمه عزرا، أصله من الموصل، وهو من أصل يهودي وهاجر إلى نصيبين في عشرينيات القرن الماضي، عمل عزرا كبائع متجول في قامشلو لفترة من الوقت، ثم أسس سوق عزرا عام 1923-1924، وعاش العرب والأرمن والسريان والكرد معاً في وئام، وتحول محل عزرا في ذلك الوقت إلى سوق باسم سوق عزرا، وعلى الرغم من تغير ملكية المتجر عدة مرات، إلا أن اسم اللافتة لم يتغير، لا تزال لافتة عزرا معلقة فوق متجر عزرا، عندما أسس عزرا السوق، لم يكن عدد المحلات كبيراً، كان ثلاثة من أصحاب المحلات يصنعون الأدوية الطبيعية، وكان نحو 15 محلاً يبيع التوابل، عزرا نفسه باع الحناء والزيت والعسل والتوابل، وكانت المحلات الأخرى تبيع مثل عزرا.

علاقات الجوار قوية

هاجروا فيما بعد من هنا ولا أحد يعرف حتى أين ذهبوا، أصحاب المحلات التجارية في السوق هم من اليهود، متجري يعود أيضاً إلى يهودي، هناك عمولة ويأتون كل عام لإيداع أموالهم في البنك بعد تجديد عقد الإيجار.

يعمل العرب والأرمن والسريان والكرد في سوق عزرا منذ فترة طويلة، لقد كانت لدي علاقات جيدة مع جيراني وعملائي لأكثر من 50 عاماً، أستطيع أن أقول أنني نشأت هنا، لكن بسبب الحرب في المنطقة، لا يمكننا الوصول إلى المنتجات بسهولة كما كان من قبل، فقد أثرت الحرب سلباً على تنوع سوقنا، إلا أن سوق عزرا لا يزال يحافظ على نشاطه منذ الأيام الأولى لتأسيسه.

كما أن الناس يثقون بأدويتنا وبهاراتنا الطبيعية، سوق عزرا يشبه العش الدافئ.. وفي الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى محلات التوابل والأعشاب، تم أيضاً افتتاح متاجر للخردة في عزرا.